التَّقْدِير اركبوا فِيهَا متبركين بِسم الله فِي وَقت الجري وَلَيْسَ الْمَعْنى على ذَلِك لَا يخبر عَن السَّفِينَة بالتبرك إِنَّمَا التَّبَرُّك لركابها وَلَو جعلت مجْراهَا وَمرْسَاهَا فِي مَوضِع اسْم فَاعل لكَانَتْ حَالا مقدرَة ولجاز ذَلِك ولجعلتها فِي مَوضِع نصب على الْحَال من اسْم الله تَعَالَى وَإِنَّمَا كَانَت ظرفا فِيمَا تقدم من الْكَلَام على أَن لَا تجْعَل مجْراهَا فِي مَوضِع اسْم فَاعل فَأَما إِن جعلت مجْراهَا بِمَعْنى جَارِيَة وَمرْسَاهَا بِمَعْنى راسية فكونه حَالا مقدرَة حسن وَهَذِه الْمَسْأَلَة يُوقف بهَا على جَمِيع مَا فِي الْكَلَام وَالْقُرْآن من نظيرها وَذَلِكَ لمن فهمها حق فهمها وتدبرها حق تدبرها فَهِيَ من غر الْمسَائِل المشكلة فَأَما فتح الْمِيم وَضمّهَا فِي مجْراهَا فَمن فتح أجْرى الْكَلَام على جرت مجْرى وَمن ضم أجراه على أجراها الله مجْرى وَقد قَرَأَ عَاصِم الجحدرى مجريها ومرسيها بِالْيَاءِ جَعلهمَا نعتا لله جلّ ذكره وَيجوز أَن يَكُونَا فِي مَوضِع رفع على إِضْمَار مُبْتَدأ أَي هُوَ مجريها ومرسيها
قَوْله ﴿وَكَانَ فِي معزل﴾ من كسر الزَّاي جعله اسْما للمكان وَمن فتح فعلى الْمصدر


الصفحة التالية
Icon