من قَرَأَ باخفاء حَرَكَة الْخَاء اخفاها لِأَنَّهَا لَيست بِأَصْل فِي الْخَاء وَلم يُمكنهُ اسكان الْخَاء لِئَلَّا يجمع بَين ساكنين فَيلْزمهُ الْحَذف أَو التحريك
قَوْله ﴿وَنفخ فِي الصُّور﴾ فِي الصُّور فِي مَوضِع رفع لِأَنَّهُ قَامَ مقَام الْفَاعِل إِذْ الْفِعْل لما لم يسم فَاعله والصور جمع صُورَة وأصل الْوَاو الْحَرَكَة وَلَكِن أسكنت تَخْفِيفًا فأصله الصُّور أَي صور بني آدم وَقيل هُوَ الْقرن الَّذِي ينْفخ فِيهِ الْملك فَهُوَ وَاحِد وَهَذَا القَوْل أشهر
قَوْله ﴿يَا ويلنا﴾ هُوَ نِدَاء مُضَاف وَالْمعْنَى يَقُول الْكفَّار تعال ياويل فَهَذَا زَمَانك وإبانك وَقيل هُوَ مَنْصُوب على الْمصدر والمنادى مَحْذُوف كَأَنَّهُمْ قَالُوا لبَعْضهِم يَا هَؤُلَاءِ ويلا لنا فَلَمَّا أضَاف حذف اللَّام الثانيه وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ اللَّام الأولى هِيَ المحذوفة وَأَصله عِنْدهم وي لنا وَقد أَجَازُوا ويل زيد بِفَتْح اللَّام وَهِي عِنْدهم لَام الْجَرّ وَلَام الْجَرّ لَا تفتح مَعَ غير الْمُضمر وأجازوا الضَّم وَفِي ذَلِك دَلِيل ظَاهر بَين أَن الثَّانِيَة هِيَ المحذوفة
قَوْله ﴿هَذَا مَا وعد الرَّحْمَن﴾ هَذَا مُبْتَدأ وَمَا الْخَبَر على أَنَّهَا بِمَعْنى