إن نجاح أي عمل مؤسسي فردي أم جماعي يكون حقيقة في كسب ثقة المجتمع بالانضمام إليه، والمشاركة في أعماله، وتحقيق أهدافه، وهذا يتمثل في النجاح الكبير الذي حظيت به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جميع فروعها بالمملكة، ويظهر جليا من خلال أعداد المستفيدات من الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم سواء كانوا إداريات أم معلمات أم طالبات، لكن هذا النجاح يصبح عبئا كبيرا على القائمين على هذه الجمعيات من الناحية الإدارية والاجتماعية والثقافية في المحافظة على هذه الثقة الكريمة من المجتمع، والاستمرار في الصعود إلى قمة النجاح، "فنجاح أي جمعية خيرية يتمثل في تطبيق مفاهيم ووظائف إدارة الأعمال كما هي مطبقة في الأعمال التجارية "(١)، بل يزيد الأمور وضوحا ارتباط الناحية الإدارية في الجمعيات الخيرية بالناحية الشرعية لتطبيق أحكام الإسلام الزاهية وآدابه الرائعة وأخلاقه الكريمة.
فالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مؤسسة اجتماعية عظيمة تحمل الكثير من الأهداف والوظائف والخطط واللوائح وإصدار التعاميم، وهي الجهة الرسمية المخولة بالمتابعة والإشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومدارسه الصباحية ومراكزه المسائية ومراكزه الصيفية، وهذا يمثل واجبا كبيرا تنوء بحمله الجمعيات الخيرية إذا لم يكن هناك نوعا من التنظيم الإداري المميز والتواصل الاجتماعي في تغذية المناشط العلمية والعملية.
المطلب الأول: الهيكل الإداري.
تساهم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بناء المرأة من خلال المناشط التي تقوم بها، وبالتطبيق على عينة البحث وهي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالأحساء وجدت أنها تتكون من الناحية الإدارية كما يلي:
الفرع النسائي بالجمعية ويضم:

(١) الأحمد،(د)محمد بن سليمان،((جمعياتنا الخيرية والمزيد من التنظيم))-مقال-جريدة اليوم، الجمعة ١٧/صفر/١٤٢٧هـ، العدد ١١٩٦٣، ص١٥.


الصفحة التالية
Icon