"فالجمعية الخيرية جامعة للعلوم ترسي في نفوس العاملات والطالبات دعائم الوحدة الإسلامية القائمة على مصدر إلهي واحد لا يتعدد هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، الذي يستمد منه المفاهيم والقيم وموازين الحياة الهانئة التي تتسم باليسر والسماحة والسهولة والوسطية والإيجابية وقبول الآخر، والحوار بالتي هي أحسن مع المخالف والنظرة الحانية على جميع المخلوقات"(١).
فضلا عما تمثله هذه الاختيارات من قوة الرغبة لدى المرأة المسلمة في شغل وقت الفراغ بالنافع والمفيد الذي يدعوها إلى التسابق في الخيرات وكسب أخوة صالحة وعلاقات حميمة قائمة على أساس من حب الله ورسوله، وفي ذلك الخير العظيم على المرأة وعلى المجتمع.
المطلب الثاني: الآثار الاجتماعية
تنقلت المرأة في العصور الإسلامية ما بين الزوجة العالمة والأم المربية والمثقفة الأديبة والطبيبة الحكيمة والنسابة الشريفة، وكل ذلك وهي تتدثر بدثار الإسلام وتتحلى بأخلاقه وآدابه، حتى نبتت نابتة الاستعمار في وطننا الإسلامي فتغيرت أحوال المرأة المصونة إلى المرأة المتبذلة المتبرجة التي تخالط الرجال بكل وقاحة وتستعرض مفاتنها بكل جراءة وخناعة، حتى أصبحت المرأة العصرية هي المرأة التي خلعت ثياب الحياء والدين وأسلمت زمام نفسها لأهل الأهواء وإخوان الشياطين، فأصبحت الثقافة العصرية الغربية هي السائدة لدى المرأة المسلمة، وتراجعت ثقافة المرأة المسلمة وتم حصرها في بعض الأنماط التعبدية أو اللجوء إلى السحر والخرافة، مما أدى إلى الانحراف الفكري والعلمي في ثقافة المرأة.

(١) شهاب، عبدالله مطر، قصة مشروع (ميثاق المسجد لتحقيق الوسطية) (حوار)، جريدة الجزيرة، العدد ١٢١٦٧، الجمعة ٢٠/ذي الحجة/١٤٢٦هـ، ص٢٧(بتصرف).


الصفحة التالية
Icon