وكانت حادثة تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من عام ٢٠٠١م، وما تلتها من الفواجع والحروب والأهوال؛ فرصة خصبة لقذف أهل الأهواء وإخوان الشياطين لمكائدهم، وتدبير الخطط الماكرة للصد عن القرآن الكريم دراسة وتعليما، فكانت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تلك المؤسسة النابضة بالقرآن الكريم، أحد أهم أهداف الكائدين والماكرين، فنسبوا إلى أهلها تهم الفساد والجهل والسوء وغير ذلك، وبدأ يسيل لعاب الذين ينادون بتحرير المرأة في بلادنا بتحريرها من قبضة المتشددين في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وأن يعاد بناء التوازن النفسي للمرأة بعد أن أنهكتها جمعيات القرآن بالتدين الشكلي دون البناء العميق الفعال، وغير ذلك من أحابيل الشياطين بدعوى تحرير المرأة، وفك أسارها في المجتمع لتمكينها من المشاركة في دورة البناء والتنمية.
ومن أجل هذه التهم التي تكتب ليلا ونهارا سرا وجهارا، كان لزاما أن يجتمع أهل القرآن ويتنادوا أن تكون هذه الجمعيات الكريمة أحد المؤسسات الرائدة لبناء المرأة المسلمة الواعية، و تشكيل دورها القيادي في المجتمع، بما تمتلكه هذه المؤسسة من علوم ربانية وأدوية قرآنية وعناصر بشرية مؤهلة وموارد مالية نامية لعلاج هذه الأزمة.
فالتحديات الكبيرة التي تواجه الجمعيات الخيرية عامة والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لابد أن تواجهها بعزم أكيد وفهم سليم لمتطلبات هذه التحديات المعاصرة بالقيادة الإدارية والتخطيط الإستراتيجي الذي ورد ذكره في الآية الكريمة.


الصفحة التالية
Icon