فعلى مرور الحضارات الإنسانية أهينت كرامة المرأة، وضيعت حقوقها كإنسان لَه حقوق، ويؤدي وظيفة عظيمة، فجعلت كسقط المتاع يتصرف فيها الرجل كما يتصرف في متاعه دون تلبية حقوقها أو معرفة واجباتها، حتى جاء الإسلام والمرأة في الجاهلية في أشد حالاتها انتكاسة وجهلا وتضييعا وذلة(١)، فرفع شأنها وأدبها وخاطبها بما خاطب به الرجال العقلاء، وجعلها مؤهلة للتكاليف الشرعية والتصرفات المالية والواجبات الاجتماعية والثقافة الإنسانية.
فأصبحت المرأة المسلمة أداة فاعلة في المجتمع، بتحديد حقوقها ومعرفة واجباتها، وكان لدعوة القرآن العظيم إلى العلم والتدبر والتفكر دعوة عامة لكل الجنسين أثر كبير في إطلاق قدرات المرأة المسلمة من قيود التقاليد البالية وأعراف الجهل البائدة.
وكان لتبني الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية للقسم النسائي دور فاعل وكبير في تنمية المرأة وتغيير الصورة المغلوطة عن المرأة المسلمة الجاهلة إلى المرأة المسلمة الواعية بغض النظر عن العمر والدور الوظيفي والمكانة الاجتماعية وغير ذلك، كما ظهر لي من خلال الخصائص الوصفية للعاملات والمترددات على مناشط الجمعية، فالمرأة المسلمة تتمتع بالتكريم والرعاية في كل الأحكام الشرعية، فكانت العناية بهذه النظرة المتميزة للمرأة المسلمة ومعالجتها من خلال الواقع الفعلي لهيكلة اللوائح التنظيمية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كأحد الحلول العملية لترسيخ نظرة الإسلام للمرأة، وتتمثل هذه النظرة الشرعية للمرأة المسلمة فيما يلي :
-أولا: التميز:

(١) انظر : أبو غدة، (أ. د) حسن عبدالغني، وآخرون، الإسلام وبناء المجتمع، ص٨٩.


الصفحة التالية
Icon