وأظن أن الخلل الذي أصاب المجتمع في تعطيل المرأة كأداة فاعلة، وذلك عندما اضمحل دورها في المجتمع، وابتعدت عن القيام بالنظرة الصحيحة لدورها في الإسلام، فاستطاع الجهل بتعاضده مع الخرافة والشعوذة والدجل أن يسهمون بشكل كبير في تدني مستوى المرأة ثقافيا وعلميا واجتماعيا واقتصاديا وغير ذلك،" وبخاصة إذا ما وجدت تلك البدع والخرافات أرضية خصبة داخل المجتمعات التي ابتعدت عن الدين، أو غيبت أحكام الدين وشرائعه عن واقع حياتها" (١)، أو الانسياق وراء الثقافة الاستهلاكية والجري وراء المستحدثات من الأفكار والمصنوعات لتظهر بصورة المرأة المتمدنة، ومن ثم تحويلها في مصانع الأفكار من كائن مكلف يتمتع بالكرامة الإنسانية والمؤهلات والخصائص للقيام بحمل الأمانة والاستخلاف في الأرض إلى مخلوق مشوه يقوم بوظائف مشبوهة من التعدي على دين الله وأحكامه الغراء وتشريعاته السامية، فضلا عن التلفت يمينا وشمالا لاستجداء حقوق المرأة عند الثقافات المخالفة للدين الإسلامي.
لذا كان من الخير العظيم للمرأة المسلمة في هذه البلاد أن سياسة التعليم في المملكة تنص على: " تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحياة، على أن يتم هذا بحشمة ووقار في ضوء الشريعة الإسلامية، فإن النساء شقائق الرجال"، بما لا يتوفر بأي حال من الأحوال في البلاد الأخرى.
وعلى هذا الأساس بنيت الأسس التنظيمية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على أساس أن العلاقة بين المرأة والرجل علاقة تكامل وتعاون لا علاقة تنافس وصراع.

(١) آل سعود،(د)سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي، محاربة الإسلام من داخله، ص٣٥.


الصفحة التالية
Icon