إنه من السهل أن يلقي المدرس كلمة عن حسن الخلق، ولكنها لن تؤثر في الناشئة مالم تتحول إلى واقع ملموس يراه الطلاب مشهوداً، عندئذ تتحول الكلمة إلى حركة وإلى حياة، ذلك أن البراعة في الكلمة سهلة يجيدها الصادقون كما يجيدها الكذابون.
إن تخلق المدرس بالأخلاق الحسنة أبلغ خطبة تدعو الناشئة إليها، ومن ثَم فإن المدرس الموفَّق هو الذي يربي تلاميذه بعمله، وإن لم ينطق بكلمة؛ لأنه مثل حي متحرك للأخلاق التي يعتنقها.
فهل وعى المدرسون هذا التوجيه، وعرفوا أن القدوة هي أساس التربية والدعوة ؟ لِلَّهِ.
أمور مقترحة لتربية الطلاب على الأخلاق الحسنة :
١-انتهاز المناسبات العارضة لتنبيه الطلاب على الأخلاق الفاضلة، والتحذير من أضدادها، فإذا اكتشف المدرس كذب طالب - مثلاً - فإنه يستغل هذه الفرصة لترغيب الطلاب في الصدق، وتنفيرهم من الكذب، وذلك بكلمة موجزة مفيدة.
٢-التنبيه على الأخلاق الحسنة عندما تكون الآيات المتعلقة بها ماثلةً بين يدي الطالب وسمعه وبصره، واختيار هذا الوقت لهذا التذكير التربوي له نتائجه في عمق الأثر المطلوب، ولكن ليكن هذا التنبيه بإيجاز شديد.
٣-الحديث عن خلق من الأخلاق الحسنة في جلسة شهرية مع الطلاب، ويراعى إعداد الكلمة إعداداً جيداً مع الإيجاز فيها.
٤-الكتابة الموجزة المفيدة عن خلق من الأخلاق الفاضلة على ( السبورة ) أسبوعياً في الحلقات التي يتيسر فيها ذلك.
٥-تذكير الطلاب المكرمين في حفلات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بأهمية التحلّي بالفضائل، والتخلّي عن الرذائل.
الاقتداء بالنبي الكريم ﷺ :
نحن المسلمين أُمرنا بالاقتداء بالنبي - ﷺ -، فهو قدوتنا وأسوتنا، وقد بعثه ربه ليبنيَ صَرْح الآداب، ويتمم مكارم الأخلاق، فمن اقتدى به سار في طريق الخير والهدى والنور والصلاح والإصلاح(١).

(١) الكوكب المنير في أدب النفس وتهذيب الضمير للأستاذ أحمد طاحون : ص(٢٤٠).


الصفحة التالية
Icon