إن تربية الطلاب على التعارف والتآلف، والتكاتف والتعاطف، والتراحم والتلاحم له أهمية بالغة، وهذا ما حرص عليه بعض المدرسين المربين، فكان لطلابهم أثر طيب في أسرهم ومجتمعهم، وكانت لهم جهود دعوية ناجحة؛ لقدرتهم على إقامة العلاقات الطيبة مع الآخرين، فالتأليف قبل التعريف.
المبحث الثالث : البناء العلمي
المطلب الأول : تربية الناشئ على أهمية العلم، وارتياد مجالسه.
العلم أفضل ما جدّ فيه الطالب، وأشرف ما رغب فيه الراغب، وهو سبب لتهذيب النفوس، وتقويم السلوك، وسبب لمرضاة الله تعالى.
ولذلك ينبغي لمدرس القرآن الكريم أن يربي الناشئ على محبة العلم، ومحبة أهله ومَجالسه، فيبين للطالب أهمية العلم؛ حتى يشحذ همته ليكون طالب علم في المستقبل.
مِن أهمية العلم :
١-معرفة الأحكام من حلال وحرام، ومعرفة حقوق الله تعالى وحقوق العباد.
٢-تعلم المسلم كيفيةَ أداء الفرائض والواجبات والسنن، وسائر ما ينفعه في العاجل والآجل؛ ليكون على بصيرة ونور، ولكي ينجو بإذن الله من الشرور.
ويمكن أن يقال : إن في التفقه خيراً كثيراً، وأجراً كبيراً، فعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال :(( مَن يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين ))(١)
ومفهوم الحديث أنّ مَن لم يتفقه في الدين فقد حُرم الخير.
التربية بالحال والمقال :
ما أجمل أن يربي المدرس الناشئ على ارتياد مجالس العلم بحاله ومقاله، ويبين له أن سلوك طريق لالتماس العلم بإخلاص سبب موصل إلى الجنة لِلَّهِ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال :(( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة )). (٢)
واقع الحلقات :
(٢) أخرجه مسلم (٦٨٥٣)