الأدب استعمال ما يحمد قولاً وفعلاً، وعبَّر بعضهم بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق، وقيل : الموقوف مع المستحسنات، وقيل : بل هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن دونك(١).
وللأدب أهمية عظمى، ومكانة كبرى عند سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى، ومما يدل على ذلك قول الإمام مالك رحمه الله تعالى :(( كانت أمي تعمّمُني وتقول لي : اذهب إلى ربيعة، فتعلّم من أدبه قبل علمه )) (٢).
ومن أهم الآداب التي ينبغي أن يتربى عليها الناشئ :
١-حسن النية وسلامة القصد، فيقصد بحفظه للقرآن الكريم، وتعلّمه للعلم نيل ثواب الله تعالى ومرضاته، ورفعة الإسلام وإعزاز كلمته، والامتثال والعمل.
٢-التأدب مع مدرس الحلقة، فيعرف الناشئ لمدرِّسه عظم حقه، ويشكر له جميل فعله، والتأدب كذلك مع العلماء العاملين، وشدة الرغبة فيما عندهم.
٣-الاقتداء بالمدرس في جميل أخلاقه، والتشبه به في صالح أفعاله وأحواله.
٤-الحرص على حسن العلاقة مع إخوانه المتعلمين: بالتواضع لهم، ولين الجانب معهم.
٥-حسن السمت، والاعتناء بالنظافة وجمال المظهر، والبعد عن كل ما يُنفّر
أو يُستقبَح.
٦-البعد عن الخصام والجدال، والمراء وكثرة القيل والقال.
وغير ذلك من الآداب الكثيرة التي ذكرها العلماء(٣)، والتي ينبغي تربية الناشئ عليها، كما ينبغي تربيته على الآداب المتعلقة باحترام المصحف وتكريمه.
فقد نصّ الفقهاء على تحريم الاتكاء على المصحف، وعلى كتب الحديث وما فيه شيء من القرآن اتفاقاً، ويقرب من ذلك مدّ الرّجلين إلى شيء من ذلك(٤)

(١) فتح الباري للحافظ ابن حجر :( ١٠/ ٤٠٠ ).
(٢) ترتيب المدارك للقاضي عياض :( ١/ ١١٩ )
(٣) ينظر الباب الثالث من كتاب تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم لابن جماعة:
ص ( ١٠٩- ١٦٥) وكتاب أخلاق العلماء للإمام الآجُرّي : ص (٥٠- ٥٨).
(٤) شرح منتهى الإرادات للإمام البهوتي :(١/ ٧٧).
والآداب الشرعية للإمام ابن مفلح :( ٢/٢٧٥ ).


الصفحة التالية
Icon