لو رأينا في الواقع لوجدنا مَن حفظ القرآن الكريم، ولكن لم تظهر عليه آثار الحفظ، ولم تتحقق له ثمراته، ووجدنا أيضاً من عُرف بطلبه للعلم، ولكنه منهمك في القيل والقال، والفضول في الكلام، والأخذ في الجدال والمراء، والانصراف عن أدب العلماء ، فلم نر عليه آثار العلم وثمراته من العمل والتطبيق، والتخلّق والتعبّد، والتصوّن والتحقّق، والمحاسبة للنفس، والمراقبة لله تعالى، والاهتداء بهدي نبينا محمد - ﷺ -، والاقتداء بسيرة أصحابه وتابعيه بإحسان.
ولكن نجد أيضاً مَن حفظ القران الكريم، وظهرت عليه آثاره، وتعلّم العلم النافع، واستفاد من ثمراته، ولعلّ هذا بعد فضل الله تعالى بتتلمذه على المدرسين المربين، والعلماء العاملين، وتربية الوالدين.
وهناك من ظهرت عليه بعض آثار العلم، وهو بحاجة إلى الارتقاء والتقدم، حتى تتحقق له ثمرات العلم.
والمأمول من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تخريج حامل للقرآن الكريم يكون ( قرآناً يمشي على الأرض ) من حيث التخلُّقُ بأخلاق القرآن الكريم، والتأدب بآدابه، وتخريج طالب أحبَّ العلم، وتأدّب بآداب طالبه، واستفاد من ثمراته، قد عُرف الخير في هَدْيه وسلوكه، ونسأل الله تعالى أن يحقق الآمال، ويبارك في الأعمار والأعمال، ويصلح الأحوال. إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
نظرة عامة إلى واقع الحلقات
هناك قضيتان متعلقتان بواقع الحلقات هما :
١- تميز بعض الحلقات.
هناك حلقات متميزة في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، ولكن هذا التميز في جانب من الجوانب غالباً، وقد تجد تميزاً مطلقاً.
وهذه الحلقات المتميزة قدوة لغيرها من الحلقات، فالحلقات المتميزة تزار من قبل المدرسين الذين هم بحاجة إلى دورة عملية في طرق التدريس، كما تزار من قبل طلاب دورات إعداد المعلمين، لكي يستفيدوا من تجارب هؤلاء المدرسين وخبراتهم.


الصفحة التالية
Icon