يُذَكِّر المدرس الناشئ بنعمة الإيمان، كما قال تعالى :﴿ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ﴾ (١).
ويُذَكِّره بنعمة إرسال نبينا محمد - ﷺ - الذي هو رحمة للعالمين، قال سبحانه :﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ (٢). وقال تعالى :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ (٣).
ويُشْعره بعظمة هذا النبي الكريم - ﷺ - فيُربِّيه على محبته، وتعظيمه، واتباع سنته - ﷺ -.
ويُذكِّره بنعمة القرآن الكريم، الذي فيه حياة الأرواح، وتهذيب النفوس، وتقويم الأخلاق، ومن تمسك به سعد في دنياه وأخراه.
ويُشْعره بنعمة العقل والسمع والبصر، واليدين والرجلين، والماء والطعام، والصحة والأمن، وغيرها من النعم العظيمة، والمنن الجسيمة.
كيف يكون التذكير ؟
يكون هذا التذكير والاستشعار بكلمة موجزة مفيدة، ولعلّ اختيار الوقت المناسب لهذا التذكير التربوي له نتائجه في عمق الأثر المطلوب، وأعني بهذا الوقت عندما تكون آيات النعم ماثلةً بين يدي الطالب وسمعه وبصره، فيتساءل المدرس عن ضد هذه النعم، فيطلب من تلاميذه أن يتصوروا عالمَاً من غير أمن، أو شاباً من غير عافية، فما النتائج التي تترتب على ذلك؟ ثم ينتقل إلى توافرها لدينا فيسألهم: ماذا يترتب علينا من واجب تجاه المنعم سبحانه وتعالى ؟
(٢) سورة آل عمران : ١٦٤.
(٣) سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : ١٠٧.