﴿ إِن الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ [النور: ١٩].
وصان الأعراض من الإفك، لهذا لا يصح أن تقال كلمة عن عرض إلا إذا كانت جريمة عليها بينة، ولهذا جاء حد القذف حازمًا شديدًا ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤) ﴾ [النور: ٤].
وبعد هذه الخطوات، وبعد تطهير المجتمع من كل الشبهات يأتي حد الزنا صيانة لهذا المجتمع من كل الشواذ والمنحرفين ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا ×pxےح!$sغ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢) ﴾ [النور: ٢].
وعلى هذا المنهج الذي تتداخل فيه أدب النفس وأدب المجتمع، وتتضامن العقيدة والخلق والتشريع طهر القرآن المجتمع من كل الجرائم والآثام(١).
وإن الإنحراف عن الحق والوقوع فيما يضاده لا تعد وأسبابه الفتن التالية:
١ - فتنة الشبهات.
٢ - فتنة الشهوات.
٣ - فتنة الجمع بين الشبهة والشهوة، لبس الحق بالباطل.
وكل انحراف أو ضلال أو خطأ - صغيرًا كان أو كبيرًا - لا يخرج في دوافعه عن الأسباب السابقة، فإذا وقع العبد في مخالفة شرعية، فإما أن يكون السبب في هذه المخالفة هو الجهل بها، وعدم العلم بحرمتها أو اشتبه الأمر عليه فحسبها مكروهة فقط فهذا الخطأ سببه الشبهة الناتجة عن قلة العلم، وضعف البصيرة.