فعندما يحدث الانحراف ويقع السوء فلابد من عقاب لهذا المنحرف أو الضَّال طريق الحق والهدى وليس هناك مربي ومهذب إلا كتاب الله سبحانه وتعالى وليس هذا مجرد اجتهاد للأمة بل هو نعم العلاج والعقار الشافي بإذن الله تعالى وتثبت الوقائع والأحداث هذا الأمر فكما لاحظت شخصيًا هذا الأمر فنحن في لجان التأديب في الكلية عندما تأتينا قضية أخلاقية تمس شرف الفتاة ويكون لزامًا علينا إصدار عقوبة لهذه الفتاة التي غُرر بها ذئب من ذئاب البشر ووجدت رفقة سيئة صاحبتها فترة من الزمن ثم كان هناك غفلة من الأهل فحدث مالا يحمد عقباه فكان لزامًا علينا أن نصدر عقوبة لهذه الفتاة ومع هذه العقوبة يكون مطالبة الطالبة بحفظ أجزاء من كتاب الله سبحانه وتعالى فقامت الطالبة بحفظ هذه الأجزاء في دار من دور التحفيظ ورجعت لنا لكي يشفع حفظها لكتاب الله لكي نعيد قيدها في الكلية فشاهدنا فتاة أخرى غير التي جاءتنا من قبل فتاة فيها من الوقار والحشمة بل والنور الذي في محياها بل بحسن عبارتها وألفاظها وتعاملها معنا لم يكن العقاب وحده هو الذي أثر على بنتنا الطالبة بل هو كتاب الله سبحانه وتعالى ولم يحدث ما حدث إلا بفضل الله سبحانه ومن ثم فضل هذه الدار التي أشادت الطالبة بها وبفائدة وما يُعطى فيها من توجيه وإرشاد وأيضًا من خلال زيارتي واتصالي بالأخوات المشرفات على السجينات في سجن الرياض واللاتي يقمن بتحفيظ القرآن داخل السجن للسجينات اللاتي عليهن قضايا متنوعة ما بين قضية السحر والشعوذة وقضايا المخدرات والقتل وغيرها كان للقرآن دور عظيم على السجينات من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والأخلاقية وقبل ذلك الدينية.
وكثيرًا ممن يدخلن السجن وهن يجدن القراءة فور دخولهن وبعد المناصحة يطلبن نسخة من القرآن الكريم والتي لا تجيد القراءة تطلب تعلم القرآن وذلك لشعورهن بالراحة والطمأنينة التامة مع هذا الكتاب العظيم.


الصفحة التالية
Icon