أما تأثرهن بالقرآن فنحن نلمس أثره البالغ العجيب بعد التحاقهن بحلقات التحفيظ، التي هي ليست حلقات تحفيظ فقط بل يتخللها التفسير المشوق الهادف للآيات وذلك لجذبهن وليساعدهن على تثبيت الحفظ.
أثر القرآن الكريم على السجينات:
١ - من الناحية النفسية، التقبل الشديد للحفظ والشوق واللهفة للقرآن والتعلق به. ونرى ذلك في الهدوء والسكينة عليهن وخاصة اللواتي يعانين من الأمراض النفسية وحالات الاكتئاب فالقرآن علاج لهن من هذه الأمراض.
٢ - ومن الناحية الأخلاقية: فإنه لابد من القرآن حتى يهذب خلق صاحبه فنجد أن أغلب السجينات قد تحسنت أخلاقهن بسبب حبهن وتعلقهن بالقرآن، فالسجينات يتركن المشاكل والمضاربات بسبب تهذيب القرآن لسلوكهن.
٣ - ومن الناحية الاجتماعية: فإن أهالي السجينات أو أقاربهن عند علمهم بسجينتهم أنها التحقت بحلقات القرآن وحفظت بعض أجزاءه ساعد ذلك على تقبلهم لها وتسهيل إجراءات خروجها.
٤ - وأما من الناحية الدينية فنجد أن السجينة ولله الحمد والمنة والفضل لديها الرغبة في معرفة أمور دينها ومجاهدة نفسها بالعمل به بعد مناصحتها وإلحاقها بحلقات القرآن وحثها على حضور المحاضرات والدروس حتى أن بعضهن أصبحن داعيات للإسلام وداعيات للخير في وسط العنابر لأخواتهن الأخريات ويشجعن على الالتحاق بحلقات الذكر بل تعدى ذلك إلى أهليهم وأقاربهم في خارج السجن.
وقد عالج القرآن هذه النفوس بالتوبة الصادقة التي نلتمسها بتصرفاتها ورجوعها إلى ربها المنان على عباده، فأصبحت تلك النفوس سوية هادئة يربيها القرآن ويذكرها بتقصيرها في جنب الله وظلمها لنفسها الأمارة بالسوء فترتفع بهذا الكتاب إلى النفس اللوامة لصاحبها.
ومن النماذج هذه الأمثلة الواقعية لبعض من منّ الله عليهن بفضله العظيم وجوده الكريم فهذا الرحمن الرحيم.


الصفحة التالية
Icon