١ - قضية من القضايا تأثرت صاحبتها بالقرآن ومعانيه فأصبح شغلها الشاغل داخل السجن، حفظت القرآن لدرجة أنها عند تسميع الآيات لا تستطيع تكملتها من كثرة بكائها وتأثرها وكانت حريصة جدًا على المحاضرات والدروس الشرعية وكانت سباقة للاشتراك في المسابقات الدينية خصوصًا مسابقات حفظ القرآن الكريم وكانت كثيرة الصيام والتهجد في جوف الليل ولم يشغلها هم وجودها في السجن ولاهم السؤال عن معاملتها بل كانت كثيرة الندم على ما فرطت في جنب الله عز وجل مع أن لها أولاد في سن المراهقة يحتاجون قربها وانتباهها وخوفها عليهم ومع هذا شغلها حفظ القرآن والإبحار في تفسيره لدرجة أن أخواتها في العنبر يقلن لا نراها إلا وهي تحفظ القرآن وتنصح أخواتها داخل العنبر وتتحمل تطاولهن عليها بالكلام بل ويقبلن عليها لضربها وتقسم هي بنفسها أنهن يقفن ولا يستطعن مد أيديهن عليها بسبب خلقها وتسامحها من شدة تأثرها بالقرآن بل كانت مصدر رزق لأولادها بسبب القرآن والمكافأت التي تأخذها على حفظ الأجزاء التي ترفع عنها. وقد سخر الله لها عباده داخل السجن وخارجه فتيسرت أمورها بإذن الله المنان عليها، وقد حفظت في السجن خمس وعشرين جزءًا من القرآن الكريم، والتحقت بعد خروجها من السجن بمدارس التحفيظ لتواصل حفظها حتى أتمت حفظ القرآن كاملاً وبأحكام التجويد وقد احتضنتها أيدي الخير من عباد الله الصالحين الصادقين واهتموا بها حتى أصبحت معلمة في مدارس التحفيظ وصارت مثل أعلى في حفظ القرآن وإتقانه وفي العلوم الشرعية وفي الحشمة والستر وفي الصبر والتحمل وفي التدبير.