لما كان تعلُّم القرآن وتعليمه من فروض الكفاية، وعلى ما قرره العلماء رحمهم الله تعالى من أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجب الحكومة المسلمة أن تلحظ هذا الفرض وان تقوم بواجبها الأساس وهو القيام بأمر الدين ورعاية أمر الدنيا، كما يجب على أهل الحل والعقد في كل مجتمع من المجتمعات المسلمة أن تتكاتف جهودهم لإقامة المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تعنى بالقرآن الكريم تعليما ونشرا.
وبحمد الله تعالى ترعى حكومة بلادنا منذ قيامها كتاب الله وسنة نبيه حق الرعاية فمن حيث الطباعة والنشر فقد أنشئ مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله تعالى في المدينة النبوية والذي وصل نتاجه إلى سائر البلدان والبقاع وتمت طباعة تفسيره بأكثر من سبعين لغة.
كما تنادت بعض المؤسسات الإسلامية ومنها الندوة العالمية للشباب الإسلامي وأنشأت دار مصحف إفريقيا ومقرها ومطابعها في مدينة الخرطوم بالإضافة إلى مصحف القدس وغيرها من الجهود.
وقامت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض وعلى غرارها الجمعيات المنتشرة في المملكة العربية السعودية بل سعى طلبة العلم في سائر أصقاع العالم كل بحسب جهده وطاقته إلى إقامة الجمعيات والمؤسسات الإسلامية والتي جعلت من أولوياتها رعاية حلق القرآن وتنفيذ البرامج المحفزة للشباب على إتقان التلاوة والمسابقات التي يتنافس فيها القراء على المراتب العليا من الإتقان.
وهذه الجمعيات ضرورة في هذا الزمن لتحقيق بعض الواجب تجاه كتاب الله علينا إذ تطورت وسائل التعليم وتشعبت سبل الحياة وتفنن أهل الدنيا في عرض دنياهم وإلهاء الشباب بل وعموم الناس فما لم نرتق بوسائل وأساليب تعليم القرآن وهو ما لا يطيقه الأفراد وإنما الجمعيات فسوف يتفلت أبناؤنا من التربية القرآنية إلا ما ندر وتجرفهم المادية المعاصرة ببهرجها ولن يتمكن الراغب منهم في تعلم القرآن من تحصيل ذلك.


الصفحة التالية
Icon