فأبسط الأعمال وأقل الأشياء قيمة نجد أنه تقوم على الاهتمام بها المنظمات والشركات وغيرها للوصول بتلك الفكرة أو ذلك الشيء إلى المتلقين بل إلى اكبر عدد ممكن منهم، فكتاب الله أولى وأهله أحق بالاهتمام والرعاية والتسهيل، وهو تحقيق لوصف الله للقرآن بالتيسير للذكر فيهيئ الله في كل عصر من يتحقق على أيديهم حمل الأمانة وإقامة الحجة ونشر الرحمة.
وهذه الجمعيات كما أنها تقوم على فكرة المفكر وجهد العامل فهي أيضا بحاجة إلى دينار التاجر ودرهم الفقير وفلس المفلس ليحصل لهم الدخول في المشمولين بالخيرية فعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - :(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (١)[١٧]).
فإقامة الحلق القرآنية وتطويرها واستمرارها وانتشارها يقتضي وجود جهة تدعم مسيرتها وتتولى الإنفاق عليها و الرقي بها مما يحتم إقامة هذه الجمعيات ودعمها كل بحسبه.
وخير شاهد على ما نقول حال الحلق والبرامج التي قامت على جهود الأفراد وطاقاتهم المتفرقة فإنها ما تلبث إلا وتنقطع بانقطاع ذلك الفرد بمرض أو هرم مفند او فقر مدقع أو شغل ملهي أو الموت أو غيرها من الأسباب التي تعرض للفرد.
بينما إذا كان العمل تجتمع فيه الطاقات وتتكاتف فيه الجهود وتصب فيه الأموال فإنه بإذن الله تعالى تحل فيه البركة ويحصل النجاح متى وفق أهله للجد والإخلاص تحقيقا لوعد الله فإن يد الله مع الجماعة (٢)

(١) ١٧] - صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه برقم ٥٠٢٧
(٢) ١٨] - سنن الترمذي برقم ٢١٦٦ عن بن عباس- رضي الله عنهم - قال قال رسول الله - ﷺ -: ( يد الله مع الجماعة) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث بن عباس إلا من هذا الوجه، وبرقم ٢١٦٧ عن عبد الله بن دينار عن بن عمر.
وفي المستدرك على الصحيحين ٣٩٢ عن عبد الله بن دينار عن بن عمر - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله - ﷺ - :(لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا ويد الله على الجماعة فمن شذ شذ في النار )


الصفحة التالية
Icon