وهذه الفتن التي تعصف بشبابنا لا مخرج منها إلا بكتاب الله تبارك وتعالى، وما تغني الكتب السماوية عن أهلها إذا لم تعقل ثم يتبع الفهم العمل، وأنى للأمة ذلك إلا من خلال العلماء الربانيين، وإلا وقعت فيما وقعت فيه بنوا إسرائيل فشبه الله أحبارهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً.
عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - ﷺ - يقول :(ستكون فتن كقطع الليل المظلم قلت يا رسول الله وما المخرج منها قال كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا، من علم علمه سبق ومن قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور)(١)[٢٥])

(١) ٢٥] -سنن الترمذي ج: ٥ ص: ١٧٢ كتاب فضائل القرآن باب ما جاء في فضل القرآن ٢٩١١ عن الحارث الأعور، قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول وفي الحارث مقال. وفي سنن الدارمي برقم ٣٣٣١ بنفس سند الترمذي.
قال القرطبي رحمه الله في مقدمة تفسيره بعد إيراد الحديث: الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشيء ولم يبن من الحارث كذب وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره ومن ها هنا والله أعلم كذبه الشعبي لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم قال أبو عمر بن عبد البر وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين.


الصفحة التالية
Icon