(قلت): أوجبه أن المعنى وأي ﴿أجل مسمى عنده﴾ تعظيماً لشأن الساعة فلما جرى فيه هذا المعنى وجب التقديم؛ انتهى. وهذا لا يجز لأنه إذا كان التقدير وأي ﴿أجل مسمى عنده﴾ كانت أي صفة لموصوف محذوف تقديره وأجل أي ﴿أجل مسمى عنده﴾ ولا يجوز حذف الصفة إذا كانت أياً ولا حذف موصوفها وإبقاؤها، فلو قلت مررت بأي رجل تريد برجل أيّ رجل لم يجز.
﴿وَهُوَ اللَّهُ فِى السَّمَوَتِ وَفِى الأٌّرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ﴾ وقال أبو علي: ﴿هو﴾ ضمير الشأن ﴿والله﴾ مبتدأ خبره ما بعده، والجملة مفسرة لضمير الشأن وإنما فر إلى هذه لأنه إذا لم يكن ضمير الشأن، كان عائداً على الله تعالى فيصير التقدير الله ﴿والله﴾ فينعقد مبتدأ وخبر من اسمين متحدين لفظاً ومعنى لا نسبة بينهما إسنادية، وذلك لا يجوز فلذلك والله أعلم تأول. أبو علي الآية على أن الضمير ضمير الأمر ﴿والله﴾ خبره يعلم في ﴿السماوات وفي الأرض﴾ متعلق بيعلم والتقدير الله يعلم ﴿في السماوات وفي الأرض﴾ ﴿سركم وجهركم﴾.
ذهب الزجاج إلى أن قوله: ﴿في السماوات﴾ متعلق بما تضمنه اسم الله من المعاني، كما يقال: أمير المؤمنين الخليفة في المشرق والمغرب. قال ابن عطية: وهذا عندي أفضل الأقوال وأكثرها إحرازاً لفصاحة اللفظ وجزالة المعنى.