محل الجرّ بمعنى حتى وقت مجيئهم و﴿يجادلونك﴾ حال.
وما جوّزه الزمخشري في ﴿إذا﴾ بعد ﴿حتى﴾ من كونها مجرورة أوجبه ابن مالك في التسهيل، فزعم أن ﴿إذا﴾ تجز بـ﴿بحتى﴾. قال في التسهيل: وقد تفارقها، يعني ﴿إذا﴾ الظرفية مفعولاً بها ومجرورة بـ﴿بحتى﴾ أو مبتدأ وما ذهب إليه الزمخشري في تجزيزه أن تكون ﴿إذا﴾ مجرورة بـ﴿بحتى﴾، وابن مالك في إيجاب ذلك ولم يذكر قولاً غيره خطأ وقد بينا ذلك في كتاب التذييل في شرح التسهيل، وقد وفق الحوفي وأبو البقاء وغيرهما من المعربين للصواب في ذلك فقال هنا أبو البقاء ﴿حتى إذا﴾ في موضع نصب لجوابها وهو ﴿يقول﴾ وليس لحتى هاهنا عمل وإنما أفادت معنى الغاية، كما لا تعمل في الجمل و﴿يجادلونك﴾ حال من ضمير الفاعل في ﴿جاؤوك﴾ وهو العامل في الحال، يقول جواب ﴿إذا﴾ وهو العامل في إذا؛ انتهى.
﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾ وفي قوله: ﴿ينهون وينأون﴾ تجنيس التصريف وهو أن يتنفرد كل كلمة عن الأخرى بحرف فينهون انفردت بالها ﴿وينأون﴾ انفردت بالهمزة ومنه وهم يحسبون أنهم يحسنون ويفرحون ويمرحون والخيل معقود في نواصيها الخير، وفي كتاب التحبير سماه تجنيس التحرف وهو أن يكون الحرف فرقاً بين الكلمتين. وأنشد عليه:
إن لم أشن على ابن هند غارة
لنهاب مال أو ذهاب نفوس
وذكر غيره أن تجنيس التحريف، هو أن يكون الشكل فرقاً بين الكلمتين كقول بعض العرب: وقد مات له ولد اللهم أني مسلم ومسلم. وقال بعض العرب: اللهي تفتح اللهى.
﴿وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ﴾ إن نافية.
﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ﴾ وجواب ﴿لو﴾ محذوف لدلالة المعنى عليه وتقديره لرأيت أمراً شنيعاً وهولاً عظيماً وحذف جواب ﴿لو﴾ لدلالة الكلام عليه جائز فصيح ومنه ﴿ولو أن قرآناً سيرت به الجبال﴾ الآية. وقول الشاعر:
وجدّك لو شيء أتانا رسوله
سواك ولكن لم نجد لك مدفعا