وقيل متعلق المنفي الرّعب ومتعلق المنبت الحصيات أي وما ﴿رميت﴾ الرعب في قلوبهم إذ ﴿رميت﴾ الحصيات، وقال الزمخشري يعني أنّ الرمية التي رميتها لم ترمِها أنت على الحقيقة لأنك لو رميتها لما بلغ أثرها إلا ما يبلغه رمي البشر ولكنها كانت رمية الله حيث أثرت ذلك الأثر العظيم فأثبت الرّمي لرسول الله صلى الله عليه وسلّملأن صورة الرمي وجدت منه ونفاها عنه لأنّ أثرها الذي لا يطيقه البشر فعل الله فكان الله تعالى هو فاعل الرمي حقيقة وكأنها لم توجد من الرسول أصلاً انتهى.
قال: ذلكمذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَفِرِينَ} إشارة إلى البلاء الحسن ومحله الرفع ﴿وأنّ الله موهن﴾ معطوف على ﴿وليبلي﴾ يعني أنّ الغرض إبلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين انتهى، وقال ابن عطية ﴿ذلكم﴾ إشارة إلى ما تقدم من قتل الله ورميه إياهم وموضع ذلك من الإعراب رفع قال سيبويه: التقدير الأمر ﴿ذلكم﴾، وقال بعض النحويين يجوز أن يكون في موضع نصب بتقدير فعل ذلك ﴿وأنّ﴾ معطوف على ﴿ذلكم﴾ ويحتمل أن يكون خبر مبتدأ مقدّر تقديره وحتم وسابق وثابت ونحو هذا انتهى، وقال الحوفي ﴿ذلكم﴾ رفع بالابتداء والخبر محذوف والتقدير ذلكم الأمر ويجوز أن يكون ذلكم الخبر والأمر الابتداء ويجوز أن يكون في موضع نصب تقديره فعلنا ذلكم والإشارة إلى القتل و إلى إبلاء المؤمنين بلاء حسناً وفي فتح ﴿أن﴾ وجهان النصب والرفع عطفاً على ﴿ذلكم﴾ على حسب التقديرين أو على إضمار فعل تقديره واعلموا ﴿أنّ الله موهن﴾ انتهى، وقرأ الحرميان وأبو عمر ﴿وموهن﴾ من وهن والتعدية بالتضعيف فيما عينه حرف حلق غير الهمزة قليل نحو ضعفت ووهنت وبابه أن يعدى بالهمزة نحو أذهلته وأوهنته وألحمته، وقرأ باقي السبعة والحسن وأبو رجاء والأعمش وابن محيصن من أوهن وأضافه حفص.Y


الصفحة التالية
Icon