﴿وهي ظالمة﴾ جملة حالية ﴿فهي خاوية على عروشها﴾ تقدم تفسير هذه الجملة في البقرة في قوله ﴿أو كالذي مر على قرية﴾ وقال الزمخشري: فإن قلت: ما محل الجملتين من الإعراب؟ أعني ﴿وهي ظالمة فهي خاوية﴾ قلت: الأولى في محل نصب على الحال، والثانية لا محل لها لأنها معطوفة على ﴿هلكناها﴾ وهذا الفعل ليس له محل انتهى.
وهذا الذي قاله ليس بجيد لأن ﴿فكأين﴾ الأجود في إعرابها أن تكون مبتدأة والخبر الجملة من قوله ﴿أهلكناها﴾ فهي في موضع رفع والمعطوف على الخبر خبر، فيكون قوله ﴿فهي خاوية﴾ في موضع رفع، لكن يتجه قول الزّمخشري على الوجه القليل وهو إعراب ﴿فكأين﴾ منصوباً بإضمار فعل على الاشتغال، فتكون الجملة من قوله ﴿وأهلكناها﴾ مفسرة لذلك الفعل، وعلى هذا لا محل لهذه الجملة المفسرة فالمعطوف عليها لا محل له.
﴿وبئر﴾ ﴿وقصر﴾ معطوفان على ﴿من قرية﴾ ﴿ومن قرية﴾ تمييز لكأين.
وجعل ﴿وبئر معطلة وقصر مشيد﴾ معطوفين على ﴿عروشها﴾ جهل بالفصاحة.
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأٌّرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأٌّبْصَرُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ * وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ * وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَلِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَىَّ الْمَصِيرُ * قُلْ يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَآ أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * فَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْاْ فِى ءَايَتِنَا مُعَجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَبُ الْجَحِيمِ ﴾


الصفحة التالية
Icon