وقرأ الأخوان وأبو بكر والحسن وزيد بن عليّ وقتادة وابن وثاب وطلحة وعيسى والأعمش ﴿توقد﴾ بضم التاء أي ﴿الزجاجة﴾ مضارع أوقدت مبيناً للمفعول، ونافع وابن عامر وحفص كذلك إلاّ أنه بالياء أي ﴿المصباح﴾ وابن كثير وأبو عمرو ﴿توقد﴾ بفتح الأربعة فعلاً ماضياً أي ﴿المصباح﴾ والحسن والسلمي وقتادة وابن محيصن وسلام ومجاهد وابن أبي إسحاق والمفضل عن عاصم كذلك إلاّ أنه بضم الدال مضارع ﴿توقد﴾ وأصله تتوقد أي ﴿الزجاجة﴾. وقرأ عبد الله وقد بغير تاء وشدد القاف جعله فعلاً ماضياً أي وقد المصباح. وقرأ السلمي وقتادة وسلام أيضاً كذلك إلاّ أنه بالياء من تحت، وجاء كذلك عن الحسن وابن محيصن، وأصله يتوقد أي ﴿المصباح﴾ إلاّ أن حذف الياء في يتوقد مقيس لدلالة ما أبقى على ما حذف. وفي ﴿يوقد﴾ شاذ جداً لأن الياء الباقية لا تدل على التاء المحذوفة، وله جوه من القياس وهو حمله على يعد إذ حمل يعد وتعد وأعد في حذف الواو كذلك هذا لما حذفوا من تتوقد بالتاءين حذفوا التاء مع الياء وإن لم يكن اجتماع التاء والياء مستثقلاً.
و﴿زيتونة﴾ بدل من ﴿شجرة﴾ وجوز بعضهم فيه أن يكون عطف بيان، ولا يجوز على مذهب البصريين لأن عطف البيان عندهم لا يكون إلاّ في المعارف، وأجاز الكوفيون وتبعهم الفارسي أنه يكون في النكرات. و﴿لا شرقية﴾ ﴿ولا﴾ على ﴿غربية﴾ على قراءة الجمهور بالخفض صفة لزيتونة. وقرأ الضحاك بالرفع أي لا هي شرقية ولا غربية، والجملة في موضع الصفة.
والجملة من قوله: ﴿ولو لم تمسسه نار﴾ حالية معطوفة على حال محذوفة أي ﴿يكاد زيتها يضيء﴾ في كل حال ولو في هذه الحال التي تقضي أنه لا يضيء لانتفاء مس النار له، وتقدم لنا أن هذا العطف إنما يأتي مرتباً لما كان لا ينبغي أن يقع لامتناع الترتيب في العادة وللاستقصاء حتى يدخل ما لا يقدر دخوله فيما قبله نحو: «أعطوا السائل ولو جاء على فرس، ردوا السائل ولو بظلف محرق».


الصفحة التالية
Icon