من ذلك ما ورد في تفسير قوله تعالى في سورة النساء ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَي النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ﴾ عن قتادة :﴿فالصالحات قاتنات﴾ أي مطيعات لله ولأزواجهن ﴿حافظات للغيب﴾ قال: حافظات لما استودعهن الله من حقه، وحافظات لغيب أزواجهن. وعن مجاهد ﴿حافظات للغيب﴾ للأزواج، وعن السدي ﴿حافظات للغيب بما حفظ الله﴾ يقول تحفظ على زوجها ماله وفرجها حتى يرجع كما أمرها الله، وعن السدي قال: حافظات لأزواجهن في أنفسهن بما استحفظهن الله، وعن مقاتل قال: حافظات لفروجهن لغيب أزواجهن، حافظات بحفظ الله لا يخنّ أزواجهن بالغيب، وعن عطاء قال: حافظات للأزواج بما حفظ الله يقول: حفظهن الله، وعن مجاهد ﴿حافظات للغيب﴾ قال: يحفظن علي أزواجهن ما غابوا عنهن من شأنهن (١).
ولا شك أن الحفظ هنا ليس قاصرا علي حفظ المال وحده أو حفظ الفرج، ولكنه يشمل حفظ الأزواج في غيابهم، وحفظهم من باب أولى في حضورهم، وحفظ الأسرار الزوجية، وحفظ الأولاد بحسن التربية وغير ذلك.