قال الإمام الشوكاني :" ومعنى " والعمل الصالح يرفعه " أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب كما قال الحسن وشهر بن حوشب وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأبو العالية والضحاك ووجهه أنه لا يقبل الكلم الطيب إلا مع العمل الصالح وقيل إن فاعل يرفعه هو الكلم الطيب ومفعوله العمل الصالح، ووجهه أن العمل الصالح لا يقبل إلا مع التوحيد والإيمان، وقيل إن فاعل يرفعه ضمير يعود إلى الله عز وجل، والمعنى أن الله يرفع العمل الصالح علي الكلم الطيب لأن العمل يحقق الكلام وقيل والعمل الصالح يرفع صاحبه وهو الذي أراد العزة وقال قتادة المعنى أن الله يرفع العمل الصالح لصاحبه أي يقبله فيكون قوله " والعمل الصالح ^ علي هذا مبتدأ خبره يرفعه وكذا علي قول من قال يرفع صاحبه " (١).
وهذه المعاني كلها تدور حول محور واحد فالعمل الصالح ينهض بالكلم الطيب وهو ثمرة له وبرهان عليه والكلم الطيب يرفع العمل الصالح فهو أساسه وقوامه، والله تعالى هو الذي يرفع ويتقبل الطيب من القول والصالح من العمل.
أن يكون اللفظ مشتركا في اللغة
من أسباب الاختلاف أيضا : أن يكون اللفظ مشتركا في اللغة له أكثر من استعمال علي الحقيقة فيحمل علي أحد الاستعمالات :
مثل لفظة القرء يراد بها الحيض كما يراد بها الطهر قال تعالى ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ …) الخ الآية {٢٢٨﴾ } سورة البقرة
قال الشوكاني :" قال أبو عمرو بن العلاء : من العرب من يسمي الحيض قرءا ومنهم من يسمي الطهر قرءا ومنهم من يجمعهما جميعا فيسمي الحيض مع الطهر قرءا، وينبغي أن يعلم أن القرء في الأصل الوقت يقال هبت الرياح لقرئها ولقارئها أي لوقتها ومنه قول الشاعر
كرهت العقر عقر بني شليل إذا هبت لقارئها الرياح