فيقال للحيض قرء وللطهر قرء لأن كل واحد منهما له وقت معلوم وقد أطلقته العرب تارة على الأطهار وتارة على الحيض … والحاصل أن القروء في لغة العرب مشترك بين الحيض والطهر ولأجل هذا الاشتراك اختلف أهل العلم في تعيين ما هو المراد بالقروء المذكورة في الآية فقال أهل الكوفة هي الحيض وهو قول عمر وعلي وابن مسعود وأبي موسي ومجاهد وقتادة والضحاك وعكرمة والسدي وأحمد بن حنبل وقال أهل الحجاز هي الأطهار وهو قول عائشة وابن عمر وزيد بن ثابت والزهري وأبان بن عثمان والشافعي رضي الله عنهم …" (١)
ومن ذلك أيضا اختلافهم في معنى كلمة " قسورة " الواردة في تفسير قوله تعالى في سورة المدثر ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {٤٩﴾ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴿٥١﴾ }
قيل المراد بها الرمي، وقيل المراد بها الأسد : فعن أبي موسي الأشعري في قوله: ﴿فرت من قسورة﴾ قال: هم الرماة رجال القنص، وورد عن ابن عباس نحوه، وعن عكرمة ﴿كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة﴾ قال: وحشية فرت من رماتها. وعن قتادة قال: القسورة النبل، وعن ابن عباس في قوله: ﴿من قسورة﴾ قال: هو بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة، وعن أبي هريرة في قوله: ﴿فرت من قسورة﴾ قال: الأسد. (٢)
قواعد مهمة
(٢) - الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ٢٨٦