قال الزركشي :" وكل لفظ احتمل معنيين فصاعدا فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه وعليهم اعتماد الشواهد والدلائل دون مجرد الرأي، فإن كان أحد المعنيين أظهر وجب الحمل عليه إلا أن يقوم دليل علي أن المراد هو الخفي، وإن استويا والاستعمال فيهما حقيقة لكن في أحدهما حقيقة لغوية أو عرفية وفي الآخر شرعية فالحمل علي الشرعية أولى إلا أن يدل دليل على إرادة اللغوية كما في قوله تعالى ﴿وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم(١) ﴾(٢) ولو كان في أحدهما عرفية والآخر لغوية فالحمل على العرفية أولى لأن الشرع ألزم، فإن تنافى اجتماعهما ولم يمكن إرادتهما باللفظ الواحد كالقرء للحيض والطهر اجتهد في المراد منهما بالأمارات الدالة عليه فما ظنه فهو مراد الله تعالى في حقه وإن لم يظهر له شيء فهل يتخير في الحمل علي أيهما شاء أو يأخذ بالأشد حكما أو بالأخف ؟ أقوال، وإن لم يتنافيا وجب الحمل عليهما عند المحققين ويكون ذلك أبلغ في الإعجاز والفصاحة إلا إن دل دليل علي إرادة أحدهما.".(٣)
اختلاف القراءات
فاختلاف القراءات المتواترة فيه ثراء للمعنى وتوضيح له وتقرير.
ومثال ذلك: ما ورد من قراءات في تفسير قوله تعالى ﴿ وقالت هيت لك ﴾ (٤)حيث لجأت امرأة العزيز إلي التصريح بعد أن استفرغت جميع أساليب التلميح ووسائل الإغراء فقالت بعبارة سافرة ( هيت لك )
و( هيت ) اسم فعل أمر بمعنى هلم وأقبل وفي قراءة ( هئتُ لك ) أي حسنت هيأتي من أجلك.
(٢) - فالصلاة هنا تحمل على معناها اللغوي وهو : الدعاء
(٣) - البرهان في علوم القرآن ٢ /١٦٦، ١٦٧
(٤) سورة يوسف : ٢٣