* فرأ نافع وابن ذكوان عن ابن عامر، وأبو جعفر بكسر الهاء وفتح التاء، ( هِيتَ ) وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وضم التاء ( هَيْتُ ) وقرأ الباقون بفتح الهاء وسكون التاء ( هَيتْ )، وقرأ هشام - كما روي عنه إبراهيم بن عباد - هِئتُ لك بكسر الهاء وضم التاء أي تهيأت لك، ومدار القراءات حول معنى واحد وهو : هلم وأقبل فلقد تهيأت لك (١).
ومثال ذلك أيضا اختلاف المفسرين في تفسير قوله تعالى ﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أنثى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ﴾ (٢) ؛ ومرجع اختلافهم إلي اختلاف أوجه القراءات المتواترة في - التاء - من ( وضعتُْ )
فقراءة ابن عامر، وأبي بكر الكوفي، وعاصم بن أبي النجود، ويعقوب بضم التاء ( وضعتُ )، وقراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، والكسائي وحمزة وعاصم في رواية حفص بسكون التاء ( وضعتْ ) (٣)
وعلي الأول : فالتاء تاء الفاعل، وهي تاء المتكلمة أي بما وضعتُ ٠
وعلي الثاني : فالتاء تاء التأنيث أي بما وضعتْ هي ٠
والقراءتان متواترتان.
أما عن توجيههما، فعلى النحو التالي :
أولا : القراءة الأولى (والله أعلم بما وضعتُ) : من تمام كلام امرأة عمران قالته اعتذارا إلى ربها ؛ لعجزها عن الوفاء بنذرها، أو قالته تسلية لنفسها، لبيان أن لله في ذلك حكمة يعلمها، فالله - عز وجل - يدبر أحوال الخلق وفق قدرته وإرادته وعلمه وحكمته، ولعل هذه الأنثى عند الله خير من الذكر ؛ لأن ما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد لنفسه، كما قال - عز وجل - ﴿ وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾ (٤)
(٢) - سورة آل عمران -٣٦
(٣) - يراجع النشر فى القراءات العشر لابن الجزرى ٢/ ٢٣١ ط وحجة القراءات لابن زنجلة ص ١٦٠
(٤) - سورة البقرة : ٢١٦ ٠