وأخرج الطبراني في عشرة النساء وابن مردويه من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال دخل رسول الله - ﷺ - بمارية في بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه فقالت يا رسول الله في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك ؟ " فذكر نحوه ٠
وللطبراني من طريق الضحاك عن ابن عباس قال دخلت حفصة بيتها فوجدته - ﷺ - مع مارية فعاتبته، فذكر نحوه ٠ وهذه طرق يقوي بعضها بعضا ٠ (١)
مما سبق يتضح لنا :
*أن هناك روايات متعددة في أسباب نزول صدر سورة التحريم ورد في بعضها أن الآيات نزلت في قصة تحريم الرسول - ﷺ - شرب العسل علي نفسه وبعضها في قصة تحريمه أم إبراهيم " مارية القبطية " رضي الله عنها علي نفسه
*يقول الإمام الشوكاني بعد أن أورد قصة تحريم العسل وقصة تحريم مارية القبطية:
[ فهذان السببان صحيحان لنزول الآية، والجمع ممكن بوقوع القضيتين قصة العسل وقصة مارية وأن القرآن نزل فيهما جميعا وفي كل واحد منهما أنه أسر إلي بعض أزواجه ٠٠٠ ] (٢)
ويقول الإمام ابن حجر في الفتح بعد أن أورد الروايات التي وردت في تحريم مارية :[ وهذه طرق يقوي بعضها بعضا فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا ] (٣) ٠
[ وقصاري ما يمكن أن يقال يحتمل أن يكون النبي - ﷺ - قد شرب عسلا عند زينب، وجاء إلي حفصة فقالت له ما قالت فحرم العسل واتفق له - ﷺ - قبيل ذلك أو بعيده أن وطئ جاريته مارية في بيتها في يومها علي فراشها فحرم مارية وقال لحفصة ما قال تطييبا لخاطرها واستكتمها ذلك فكان منها ما كان، ونزلت الآية بعد القضيتين فاقتصر بعض الرواة علي إحداهما، والبعض الآخر علي نقل الأخري وقال كل : فأنزل الله تعالى ( يا أيها النبي٠٠٠٠ ) إليآخر الآيات٠
(٢) - فتح القدير للشوكانى ٥ / ٢٥٢
(٣) - يراجع الفتح ٨ / ٥٢٥ ٠