وهو كلام صادق إذ ليس فيه دعوي كلّ حصر علة النزول فيما نقله فإن صح هذا هان أمر الاختلاف وإلا فاطلب لك غيره ] (١) ٠ والله تعالى أعلم ٠
*وقال الإمام الطبري في جامع البيان بعد أن ذكر الروايات الواردة في تحريم العسل، وفي تحريم مارية [ والصواب أن يقال كان الذي حرمه النبي - ﷺ - علي نفسه شيئا كان الله قد أحله له، وجائز أن يكون ذلك جاريته، وجائز أن يكون ذلك شرابا من الأشربة، وجائز أن يكون غير ذلك، غير أنه أي ذلك كان فإنه كان تحريم شئ كان له حلال وعاتبه الله علي تحريمه علي نفسه ما كان له قد أحله، وبين له تحلة يمينه ] (٢) ٠
*وقال الشيخ الصابوني في كتابه قبس من نور القرآن الكريم بعد أن ذكر الروايات الواردة في تحريم مارية، والواردة في تحريم شرب العسل [ ٠٠٠ وهذه خلاصة للرواية الثانية - ويقصد رواية تحريم شرب العسل - وهي مروية في الصحيحين بأوسع من هذا وهي أصح إسنادا من الرواية الأولي ٠ - يقصد رواية تحريم مارية - ولكن كونها سببا للنزول مستبعد والذي يرجح الرواية الأولي وأنها سبب للنزول ٠ أمور نجملها فيما يلي :
الأول، أن مثل تحريم بعض النساء مما يبتغي به مرضاة بعض الأزواج، لا شرب العسل أو عدمه، الثاني : أن الاهتمام بنزول سورة فيها الوعيد والتهديد لأزواج رسول الله - ﷺ - بالطلاق واستبدالهن بنساء خير منهن، وأن الله وملائكته والمؤمنين سند وعون لرسول الله يدل علي وجود تنافس بينهن وغيرة، وذلك إنما يكون في تحريم بعض النساء عليه لا في شرب العسل ونحوه ٠
(٢) - جامع البيان ٢٨ /١٠٢