وغير الصريح مثل أن يقول نزلت هذه الآية في كذا ونحو ذلك، فهذا يحتمل كونه سبب نزول أو تفسيرا للآية وبيانا لما ينطبق عليه الحكم. والصريح إذا صح إسناده مقدم على غير الصريح حتى ولو كان أصح منه.
ولا يطلب لكل آية سبب نزول فليست جميع الآية منزلة علي سبب.
وقد يتعدد السبب والنازل واحد، أو العكس : يتعدد النازل علي سبب واحد.
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
يراعي الاتساق بين السبب وبين سياق الآيات.
هذه بعض القواعد المهمة المتعلقة بأسباب النزول، والتي من خلالها نتعامل مع اختلاف المفسرين فنجمع بينها إن أمكن أو نرجح بينها إذا لم يمكن الجمع.
مراعاة السياق
وفي ذلك يقول الإمام العز بن عبد السلام :"إذا احتمل الكلام معنيين وكان حمله على أحدهما أوضح وأشد موافقة للسياق كان الحمل عليه أولى ". (١)
وقال الزركشي في البحر المحيط :"... والسياق يرشد إلى تبيين المجملات وترجيح المحتملات وتقرير الواضحات وكل ذلك يعرف بالاستعمال ". (٢)
وذكر ابن جزي في مقدمة تفسيره أن من قواعد الترجيح أن يشهد بصحة القول سياق الكلام ويدل عليه ما قبله أو ما بعده ". (٣)
وقال الزركشي في البرهان :"... من الأمور التي تعين على المعنى عند الإشكال دلالة السياق فإنها ترشد إلى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة وهو من أعظم القرائن الدالة علي مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته " (٤)
وقال الزركشي :" والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها ففي ذلك علم جم وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له " (٥)
(٢) -البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي ٦/٥٢
(٣) - التسهيل في علم التنزيل ١ / ٩
(٤) - البرهان ٢ / ٢٠٠
(٥) ٨٠- البرهان في علوم القرآن ١ / ٣٨