كذلك من أسباب اختلاف المفسرين : تنوع ثقافة كل مفسر وما لديه من علوم ومعطيات وما يستجد في عصره من قضايا، ففي عصرنا هذا عصر التقدم العلمي والتطور التقني انكشفت الكثير من الحقائق العلمية الثابتة في عالم الأنفس والآفاق وظهرت الكثير من المخترعات التي لم تخطر على بال السابقين أصلا كما فرض علي العالم الإسلامي الكثير من التحديات التي لم تكن في الحسبان منها الاستعمار الصهيوني لفلسطين، ومن كان يظن أن اليهود ستكون لهم قوة وسطوة ويصبح لهم كيان ! وتقام لهم دولة ! يهاجرون إليها من كل حدب وصوب !
والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد إشارات صريحة إلي هذا الواقع المرير الذي نعيشه فضلا عن اشتماله على جوانب متعددة من الإعجاز العلمي الذي يسبق به كل عصر، ولا عجب فهو المعجزة الخالدة والعطاء المتجدد والنهر المتدفق الذي لا ينقطع إمداده ولا تنقضي عجائبه وصدق المولى عز وجل إذ يقول (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩﴾) سورة الكهف
ولنتأمل علي سبيل المثال ما ذكره القرطبي في تفسير قوله تعالى في سورة الإسراء والتي تسمي أيضا سورة بني إسرائيل ﴿ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ﴾ ﴿١٠٤﴾


الصفحة التالية
Icon