قال رحمه الله "وقلنا من بعده لبني إسرائيل" أي من بعد إغراق فرعون "اسكنوا الأرض" أي أرض الشام ومصر. "فإذا جاء وعد الآخرة" أي القيامة. "جئنا بكم لفيفا" أي من قبوركم مختلطين من كل موضع، قد اختلط المؤمن بالكافر لا يتعارفون ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وحيّه. وقال ابن عباس وقتادة: جئنا بكم جميعا من جهات شتى. والمعنى واحد. قال الجوهري: واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ؛ يقال: جاء القوم بلفهم ولفيفهم، أي وأخلاطهم. وقوله تعالى "جئنا بكم لفيفا" أي مجتمعين مختلطين. وطعام لفيف إذا كان مخلوطا من جنسين فصاعدا. وفلان لفيف فلان أي صديقه. قال الأصمعي: اللفيف جمع وليس له واحد، وهو مثل الجميع. والمعنى: أنهم يخرجون وقت الحشر من القبور كالجراد المنتشر، مختلطين لا يتعارفون. وقال الكلبي: "فإذا جاء وعد الآخرة" يعني مجيء عيسى عليه السلام من السماء " (١)
و ها نحن نري الآن الهجرة الجماعية لليهود إلي إسرائيل وعملية اغتصاب أراضي إخواننا الفلسطينيين وتحويلها إلي مستوطنات لليهود ! أليس لهذا الواقع اعتباره حين نمر علي هذه الآيات ونفسرها في ضوء واقعنا المعاصر ؟ أليس هذا من إعجاز القرآن الكريم حيث أخبرنا عن حاضرنا ومستقبلنا ؟ فهو رسالة صالحة لكل زمان ومكان.
ثم تعالوا بنا لنتأمل في جانب آخر من جوانب الإعجاز القرآني في إثباته لحقائق علمية لم تظهر إلى في زماننا هذا
ففي نهاية سنة ١٩٩٨م سمعت في إذاعة لندن [القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية ] خبرا هاما وهو عن أهم اكتشاف في هذا العام حيث توصل علماء الفلك إلي أن الكون يزداد ويتسع فتوارد إلى ذهني قول الله تعالى في سورة الذاريات ﴿ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ {٤٧﴾ }
ولكن هل فطن المفسرون المتقدمون إلي ذلك ؟