وقال القرطبي رحمه الله :"... وقيل : ويخلق ما لا تعلمون" مما أعد الله في الجنة لأهلها وفي النار لأهلها، مما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولا خطر علي قلب بشر " (١)
من هنا فإن يجب علي المفسر أن يكون ملما بثقافة عصره مطّلعا علي الحقائق العلمية التي اكتشفت حديثا معنيا بإبراز جوانب الإعجاز القرآني وبيان الهداية القرآنية في كل القضايا والأزمات التي تمر بها الأمة.
قواعد مهمة في التعامل مع اختلاف المفسرين :
ينبغي على المفسر في تعامله مع هذا النوع من الاختلاف أن يعتمد علي قواعد الترجيح، والتي منها : مراعاة النظرة الكلية الشاملة للآيات، ومراعاة السياق، وأن الأصل عودة الضمير علي أقرب مذكور سابق، وأن الأصل هو الأخذ بظاهر النص فالأصل هو إجراء الكلام علي معناه الظاهر، فلا نلجأ إلي القول بالمجاز إلا بقرينة تمنع من استعمال المعنى الحقيقي، وأن الأصل بقاء العام علي عمومه ما لم يرد ما يخصصه، وبقاء المطلق علي إطلاقه ما لم يرد ما يقيده، وأن إعمال النص خير من إهماله وعليه فلا نلجأ للنسخ إلا عند التعارض الشديد، وأن الأصل بقاء النظم القرآني على نسقه وترتيبه، والاستفادة من تنوع القراءات المتواترة في إثراء المعنى فلا نرجح قراءة متواترة علي قراءة أخري متواترة، ولا يجوز رد القراءة المتواترة، ولا تضعيفها، وينبغي أن يجتهد المفسر في التوفيق بين الأقوال حيث لا تعارض بينها، وأن يراعي في تفسيره مقتضيات العصر ومستجداته ومعطياته العلمية.