أيضا من أسبابه اعتماد بعض المفسرين علي الموضوعات والإسرائيليات التي تخالف العقل والنقل واعتبارها أصلا في التفسير مما يتناقض مع الصحيح الوارد في تفسير الآيات. (١)
ومنه أيضا اعتماد بعضهم علي مجرد معرفته باللغة والمسارعة إلي تفسير القرآن بظاهر العربية دون الرجوع إلي أصول التفسير وأدواته مما يؤدي إلي كثرة الغلط.
وذلك كمن فسر قوله تعالى ﴿ وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها ﴾ (٢)بأن المراد به أن الناقة كانت مبصرة والصحيح في تفسير الآية :" وآتينا ثمود الناقة " آية مبصرة أي حجة باهرة ومعجزة ظاهرة بدليل السياق قال تعالى ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا {٥٩﴾ } سورة الإسراء.
ومنها ترك بعضهم للمعنى الظاهر وتعويلهم علي معانٍ لا أصل لها وليس لها أدنى صلة بالآيات كما فعل ابن عربي في تفسيره لقوله تعالى ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا {٨﴾ سورة المزمل } قال "واذكر اسم ربك الذي هو أنت أي اعرف نفسك ولا تنسها فينسك الله " (٣) وفي هذا القول من الضلال والزيغ ما لا يخفي
وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به فيحمل النص ما لا يحتمل ويتعسف ويتكلف في ذلك.
(٢) - سورة الإسراء ٥٩
(٣) - تفسير ابن عربي ٢ /٣٥٢ نقلا عن التفسير والمفسرون للذهبي ١ / ٢٨٣