والإثم ضد الأجر، يقال : فلان مأثوم، وفلان مأجور ؛ لأن المأجور يسعى٣٨ب في طاعة الله، ويعمل الأعمال التي يستوجب بها الثواب من الله، والآثم لم يعمل، وقصر عن الطاعة ؛ فأبطأ، فلا أجر له، فهو آثم، أي مبطئ عن الطاعة، وقال ابن قتيبة (١) :
(١) ابن قتيبة : أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وقيل المروزي، النحوي اللغوي صاحب كتاب المعارف وأدب الكاتب؛ كان فاضلاً ثقة، سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بنراهويه وأبي إسحاق إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن زياد بن أبيه الزيادي وأبي حاتم السجستاني وتلك الطبقة، وروى عنه ابنه أحمد وابن دُر ستُويه الفارسي، وتصانيفه كلها مفيدة، منها ما تقدم ذكره، ومنها غريب القرآن الكريم وغريب الحديث وعيون الأخبار ومشكل القرآن ومشكل الحديث وطبقات الشعراء والأشربة وإصلاح الغلط وكتاب التقفية وكتاب الخيل وكتاب إعراب القراءات وكتاب الأنواء وكتاب المسائل والجوابات وكتاب الميسر والقداح وغير ذلك. وأقرأ كتبه ببغداد إلى حين وفاته، وقيل أن أباه مروزي، وأما هو فمولده ببغداد، وقيل بالكوفة، وأقام بالدِّينورِ مدةً قاضياً فنسب إليها.. وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومائتين، وتوفي في ذي القعدة سنة سبعين، وقيل سنة إحدى وسبعين، وقيل أول ليلة في رجب، وقيل منتصف رجب سنة ست وسبعين ومائتين، والأخير أصح الأقوال، وكانت وفاته فجأة، صاح صيحة سمعت من بُعد ثم أغمي عليه ومات، وقيل أكل هريسة فأصابه حرارة ثم صاح صيحة شديدة ثم أغمي عليه إلى وقت الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات ٠ وفيات الأعيان ٣/٤٢ ـ ٤٤