الإثم العذاب، وقال في قوله في الخمر والميسر :[ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ] (١) قال : عذاب، وروي عن النبي عليه السلام أنه قال :( البر ما سكنت واطمأَنّت إليه النفوس، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) (٢)، وأما الوزر فهو أن يحمل غيره على الذنب، فيكون قد تقلد ذنبين : ذنب نفسه، وذنب غيره، قال الله تعالى :[لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ] (٣) لمّا أضل غيره، سماه وزرا، وأصله من المؤازرة، وهي المشاركة والمعاضدة، ومن أجل ذلك سمي وزير الملك وزيرا لأنه مأخوذ من المشاركة، كأنه يشرك الملك في سلطانه، قال الله :[وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ] (٤) سماه وزيرا لما كان شريكا له، ومعاضدا / فسمي الوزر وزرا لأن صاحبه أشترك مع من٣٩أ حمله على الوزر، وعاضده عليه ٠

(١) البقرة ٢١٩
(٢) الذي جاء في صحيح مسلم ١٢/٤٠٣، ٤٠٤، سنن الترمذي ٨/٤٠١، مسند أحمد ٣٦/٢٩، ٣٠، ٣١ / المكتبة الشاملة : البِرُّ حُسْنُ الخُلُق، والإثم ماحاكَ في نفسك وكَرِهْتَ أن يطلعَ عليه الناس.
(٣) النحل ٢٥
(٤) طه ٢٩ ـ ٣٢


الصفحة التالية
Icon