يقول : جاء أعرابي إلى عليٍّ عليه السلام، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، كيف تقرأ هذا الحرف ؟ ( لا يأكله إلاّ الخاطون )، كلٌّ والله يخطو، قال : فتبسم عليٌّ عليه السلام، فقال : يا أعرابي [ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ] (١)، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين / ما كان الله ليظلم عباده، ثم التفت إلى أبي الأسود٤أ الدؤلي، فقال : إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافة، فضع للناس شيئا يستدلُّون به على صلاح ألسنتهم، ورسم له الرفع والنصب والخفض ؛ فأخذ عن أبي الأسود يحيى بن يَعمُر (٢)، وكان مأمونا عالما، وميمون الأقرن (٣)، وعنبسة الفيل (٤)، ونصر بن عاصم الليثي (٥)، ثم كان بعدهم عبد الله بن إسحاق الحضرمي (٦)،

(١) الحاقة ٣٧
(٢) يحيى بن يعمر : أبو سليمان العدواني من عدوان بن قيس بن عيلان، تابعي، لقى عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر، روى عنه قتادة السدوسي وإسحاق بن سويد وجماعة، ووثقه النسائي وأبو حاتم وغيرهما، وكان عالماً بالقراءة والحديث والفقه والعربية ولغات العرب. أخذ عنه أبو الأسود الدؤلي، وكان فصيحاً بليغاً، توفي سنة تسع وعشرين ومائة ٠ معجم الأدباء ٢٠/٤٢ـ٤٣
(٣) ميمون الاقرن هو الامام المقدم في العربية بعد أبي الاسود الدؤلي، أخذعن أبي الاسود، واخذ عنه عنبسة الفيل، وكان ميمون احد ائمة العربيةالخمسة الذين يرجع اليهم في المشكلات. معجم الأدباء ١٩/٢٠٩ ـ ٢١٠
(٤) عنبسة بن معدان الفيل أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي، ولم يكن فيمن أخذ النحو أبرع منه. معجم الأدباء ١٦/١٣٣
(٥) نصر بن عام الليثي النحوي، كان فقيها عالما بالعربية من فقهاء التابعين، وكان يسند إلى أبي الأسود الدؤلي في القرآن والنحو، وله كتاب في العربية، واخذ عنه أبو عمرو بن العلاء، مات بالبصرة سنة تسع وثمانين وقيل ستة تسعين. معجم الأدباء ١٩/٢٢٤
(٦) الحضرمي : عبد الله بن أبي إسحاق. مولى آل الحضرمي... كان قيماً بالعربية والقراءة، أخذ عن الأقرن، وكان مائلا إلى القياس في النحو، توفي سنة سبع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك، وكان رفيقاً لأبي عمرو بن العلاء. طبقات الزبيدي، ص ٣١ ـ ٣٣


الصفحة التالية
Icon