ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلاّ الأبيات يقولها الرجل في حاجته ٥ب وإنما قصدت القصائد، وطُوِّل الشعر على عهد عبد المطلب، وعهد هشام بن عبد مناف، وما روي لعادٍ وثَمودَ وحِميَرٍ وتَبَّعٍ فغير صحيح (١)، فمن الشعر الصحيح القديم قول زهير بن جناب الكلبي (٢) لبنيه (٣) :( الكامل المجزوء )
أبنيَّ إن أَهْلِكْ فقدْ أورثتكم مجداً بَنِيَّه
وَجَعَلْتُكُم أولادَ سا داتٍ زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ
مِن كلِّ ما نالَ الفَتى قد نلتُهُ إلا التحيه (٤)
والموت خيرٌ للفتى فليهلكَنْ وبهِ بقيَّه
من أن يُرَى الشيخَ البجا لَ يُقادُ يُهْدَى بالعشيه
ولمعدي كرب الحميري من آل ذي رُعين، وكان قد عُمِّر (٥) :(الوافر)

(١) النص في طبقات الشعراء ص ٣٥
(٢) زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله الكلبي أحد الشعراء الجاهليين المعمرين، يقال: إنه عمر خمسين ومائتي سنة، وقيل أربعمائة، وقيل : أربعمائة وخمسين سنة، وهو-فيما ذكر-أحد الذين شربوا الخمر في الجاهلية حتى قتلتهم؛ وكان قد بلغ من السن الغاية، فقال ذات يوم: ألا إن الحي ظاعن، فقالابن أخيه عبد الله بن عليم: ألا إن الحي مقيم ؛ فقال: أو هاهنا أحد ينهاه عن ذلك! قالوا: لا، فغضب وقال: لاأراني قد خولفت، ثم دعا بالخمر فشربها صرفاً بغير مزاج وعلى غير طعام حتى قتلته. الأغاني ١٩/١٥ ـ ٢٩
(٣) وردت هذه الأبيات في طبقات الشعراء، ص ٣٧، كما وردت مع أبيات أخرى في الأغاني ١٩ / ٢٢ ٠
(٤) يعني المُلك، كما في الحاشية ٠
(٥) مَعدي كَرِب الحِميَري ؟ - ١٠٠ ق. هـ / ؟ - ٥٢٥ م
شاعر جاهلي، معمر، مُروّج لعبادة الأصنام في قومه، إذ دفع عمرو بن لُحي إلى معدي كرب نسراً فكان بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع تعبده حمير ومن والاها فلم يزل يعبدونه حتى هودهم ذو نواس، وقال الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء: وعاش معدي كرب الحميري مائتين وخمسين سنة، ص ٣٥٠٣ / الموسوعة الشعرية


الصفحة التالية
Icon