مصطلح عليه، والمصطلح عليه لا يجوز أن يكون مشتقا من آخر، ولا يَعرف معناه إلاّ الله تعالى، ومن الأسماء ما يجر معنيين، كقولك : الزكاة، قالوا : هو من النمو والزيادة، يُقال : زكا الزرع إذا طال، ويكون من الطهارة، قال الله :[قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا] (١) أي طهّرها، ومن الأسماء ما يجر ثلاثة معان أو أكثر، كقولك : الدِّيْن، يكون الطاعة، ويكون الجزاء، ويكون الحساب، ويكون العادة، ومن الأسماء ما هي قديمة في كلام العرب، واشتقاقاتها /١٠ أ معروفة، ومنها أسامٍ دلّ عليها رسول الله صلى الله عليه في هذه الشريعة، ونزل بها القرآن، فصارت أصولا في الدين، وفروعا في الشريعة، لم تكن تُعرف قبل ذلك، وهي مشتقة من ألفاظ العرب، وأسامٍ جاءت في القرآن، لم تكن العرب تعرفها، ولا غيرهم من الأمم، مثل : تسنيم، وسلسبيل، وغسلين، وسجين، والرقيم، وإتبرق، سجيل، وغير ذلك، وزعم قوم أنّ في القرآن شيء من ألفاظ العجم، مثل : طه، واليم، والطور، والربانيون، والزيتون، والصراط، والفردوس، وغير ذلك، وأنّ بعضها بالسريانية، وبعضها بالرومية، وبعضها بالفارسية، وهذا خطأ عظيم، والصواب في ذلك ـ والله أعلم ـ أن يُقال : هذه حروف أصلها أعجمية إلاَ أنها سقطت إلى العرب ؛ فعرّبتها بألسنتها، وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن بها ٠

(١) الشمس ٩


الصفحة التالية
Icon