الواسع الكريم : ومن صفاته الواسع، وهو الغني، يقال : أعطاه من سَعة، أي من غِنى، وقال تعالى :[لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ] (١) أي ذو غنى من غناه، ويقال : وسّع الله على فلان أي أغناه، والكريم هو الصفوح عن الذنوب، هكذا قال المفسرون، في قوله :[فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ] (٢) أي صفوح، وقال أهل اللغة : الكريم المرتفع من كل شيء، يقال : فلان أكرم قومه أي أرفعهم منزلة، وأعظمهم قدرا، وكذلك يقال في كل شيء : ارتفع من منزلة نظرائه، يقال : غرس كريم، وناقة كريمة، وشجرة كريمة، قال الله :[ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ] (٣) يراد بهذا كله الارتفاع والشرف والفضل، قال الله تعالى :[ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ] (٤) أي شريف، ويقال : سُمِّي كريما لأنه كان مختوما، وقيل لشرف صاحبه، ويقال : الكريم الذي لا يمن إذا أعطى، فيكدر العطية بالمن، فقيل لله واسع كريم ؛ لأنه غني عن خلقه، يعطي من سَعة، ولا تنقصه العطايا ٠وهو الكريم ؛ لأنه صفوح عن ذنوبهم، مرتفع عليهم، غالب لهم بالسلطان، والملك لا يمن بالعطاء عزّ وجلّ ٠
(٢) النمل ٤٠
(٣) لقمان ١٠
(٤) النمل ٢٩