الوهّاب والواهب والجواد والغني : ومن صفاته الوهاب والواهب، فالواهب الذي لا يبخل على خلقه، فوهب لكلٍ ما يحتاج إليه، والوهّاب لأن من شأنه الهبة، فخلق الخلق كله، ووهب بعضه / لبعض، ولم يبخل بشيء منه بل وهبه٢٢ أ كله لحاجة بعضه إلى بعض، فجاد به واستغنى عنه، إذ لم يخلقه لحاجة منه إليه، ولا حبسه بخلاً به، والجواد في اللغة هو الذي يتفضل على مَن لا يستحق، ويعطي مَن لا يسأل، ويعطي الكثير، ولا يخشى الفقر، ويهب الشيء بلا تقدير، بل يهب كثيرا حتى لا يقادر قدره، فذاك يقال له الجواد، ومنه قيل : مطر جواد إذا جاء كثيرا بلا مقدار، وفرس جواد ؛ لأنه يعدو عدوا كثيرا، فالله عطاياه لا تُحصى، وهو يجود على من لا يسأله، ويعطي من لا يستوجب، وهباته لا يقادر قدرها، تبارك الجواد ٠
اللطيف الخبير : ومن صفاته اللطيف ؛ لأنه لطف في صنعته لرأفته، فلم يدع شيئا من لطيف صنع إلاّ خلقه بحكمته ؛ رفقا بعباده، وعلما بما يصلحهم، واللطف في معنى الرفق والعِلم بالشيء، يقال : فلان لطيف الكف، أي رفيق بعمله، عالم به، حسن التأتي له، ويقال : ألطف لفلان في هذا الأمر : إذا أمره أن يتأتى له من وجهٍ يخلص إلى بغيته منه، فالله تعالى لطفَ للخلائق كلهم حتى وصلوا إلى ما يصلحهم بلطفه، والخبير العالم بالشيء، يقال : فلان يخبُر هذا الأمر، أي يعلمه، فالله تعالى خبير بالأشياء، لا يخفى عليه منها شيء، جلّ اللطيف الخبير ٠


الصفحة التالية
Icon