والمِجَن الترس ؛ لأن المقاتل مستتر به من الرامي وغيره، وكل شيء وقيت به نفسك، واستترت به، فهو جُنَّة، والجنان القلب، يقال : رجل رابط الجنان، أي ثابت القلب، فسمي بذلك لأنه مستور، ولأن الصدر يجنه، ويقال : لأن الهموم والفكر / والخطرات قد استترت فيه، ، والجُنَن القبر، سمي بذلك لأنه يستر٣١ب المدفون فيه، قال الأعشى :" المتقارب "
وَهالِكِ قومٍ يَعُدُّونَه وآخَرُ في قَفرَةٍ لَم يُجَن (١)
أي لم يدفن، فكأن الجن سميت بذلك لاستتارهم عن أعين الناس، وكانت العرب تسمي الملائكة جنا ؛ لأنهم اجتنوا عن أبصار الناس، كما اجتنت الجن، وقال قوم في تفسير قوله تعالى :[إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ] (٢) قال : من الملائكة، وقال الأعشى :" من الطويل "
وسَخًّرَ من جِنّ الملائكِ تِسْعَةً قياماً لديه يَعْمَلُون بِلاَ أَجْرِ (٣)
(٢) الكهف ٥٠
(٣) البيت في خزانة الأدب ٦/١٧٦، والأضداد ـ ابن الأنباري، ص ٣٣٥، ولم أجده في المطبوع من ديوانه ٠