ولذا فإن تعليم القرآن الكريم يربي في أنفس المتلقين الحرص على الآداب التي أمر الله تعالى على التحلي بها، والتخلي والابتعاد عمّا نهى الله تعالى عنها، وبذلك تثمر حلق تعليم وتحفيظ القرآن فرداً صالحاً يعزز الأمن ويقوي لحمته داخل المجتمع والخيرية أمام معلمي ومعلمات وطلاب وطالبات حلق تحفيظ القرآن الكريم تجعلهم أخيار في أنفسهم لأن القرآن دعا لذل ولأن المصطفى عليه الصلاة والسلام أكّد ذلك في مثل قوله: (( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه )) والخيرية هنا في كل شيء وشاملة لجوانب الحياة وأطراف العملية التعليمية: من المعلم، والمتعلم. والنفس الزكيّة بالقرآن آمنة مأمونة ومؤمنة للآخرين.
سمعتك يا قرآن والليل ساكنُ
سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق نورها
وطفنا ربوع الأرض نملأها عدلا
كما أن المجتمع المنشغل بالقرآن المكرم لأهله مجتمع آمن لأن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (٩) ﴾ [ الإسراء: ٩]. والهداية هنا في كل شيء وإلى كل شيء في الاعتقاد وفي الأخلاق وفي المعاملات والعبادات وفي شؤون الحياة والعلاقة بين الأحياء.
الفصل الثاني
أثر القرآن على أداء رجال الأمن
رجل الأمن هو المحور التطبيقي والخبير بالجرائم التي ترتكب لأنه الشخص المباشر للجريمة وهو الذي يخوض معركتها ويدور في فلكها ومن هنا لابد من المعرفة بالأساليب التي تسلك لوقاية الشباب من الوقوع في الجريمة سواء كان ذلك في المجال الديني الأخلاقي أو المجال النفسي، أو الاجتماعي أو الثقافي والإعلامي أو المجال الرياضي والجسمي.
فالشباب هم سند الأمة وثروتها في حاضرها وذخرها وأملها في المستقبل فإذا لم يستغل المسؤلون وعلى رأسهم رجال الأمن هذه القوة والفتوة في صالح أمة الإسلام والمجتمع المسلم فربما جذبها الأعداء، فجعلوها سهما ورماحاً ضد الدين الإسلامي والمجتمع المسلم.


الصفحة التالية
Icon