و للقرآن أثر عظيم على رجال الأمن فهو عامل رئيس في تقوية شخصياتهم وجعلها قادرةً على مواجهة المواقف الصعبة بثبات ويقين ويسهم القرآن كذلك إسهاماً ظاهراً في تهذيب أخلاقهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم. (١)
وهكذا يؤثر القرآن تأثيرا عظيما في نفس رجل الأمن فهو يزيد من ثقته بنفسه، ويزيد في قدرته على الصبر وتحمل مشا ق الحياة ويبث الأمن والطمأنينة في النفس، ويبعث على راحة البال، ويغمر الإنسان بالسعادة.
وتتحقق لرجل الأمن سكينة النفس وأمنها وطمأنينتها لأن إيمانه الصادق بالله يمده بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته، فرجل الأمن المؤمن دائما يتوجه لله تعالى في عبادته وفي كل ما يقوم به من أعمال ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، ولذلك فهو يشعر أن الله تعالى معه دائما وهو في عونه دائما ولاشك بأن شعور المؤمن أن الله تعالى في عونه كفيل بأن يبث في نفسه الشعور بالأمن والطمأنينة. (٢)
وقد أجريت بفضل الله تعالى دراسة عن أثر القرآن الكريم في رفع مستوى أداء رجال الأمن فكانت النتيجة عجيبة جداً حيث أكد٩٩% من الشريحة التي أجريت عليهم الدراسة وكلهم من رجال الأمن أن الارتباط بالقرآن الكريم يرفع مستوى أداء رجال الأمن، وقال ٩٨% منهم أن العناية بالقرآن الكريم تقلل من فرصة الوقوع في التدخين والمخدرات.
وبهذا يتبين أهمية العناية بتدريس القرآن الكريم وعلومه في المعاهد والكليات العسكرية، وافتتاح أو زيادة حلق تعليم وتحفيظ خيرية في المجمعات السكنية لمنسوبي قوى الأمن وفي المدارس والكليات العسكرية حتى تؤتي تلك العناية ثمارها الطيبة بإذن الله ويظهر أثرها جلياً على رجال الأمن وفقهم الله وبارك فيهم.
الفصل الثالث
أثر القرآن الكريم على السجناء

(١) أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي/ ناهد الخراشي/ ط ٤، القاهرة، دار الكتب الحديث/ ١٤٢٣-٢٠٠٣ ص ١٤١.
(٢) الإيمان والحياة ص ١١٩-١٢١/ يوسف القرضاوي / بيروت، مؤسسة الرسالة، د. ت.


الصفحة التالية
Icon