لقد أكد الرسول ﷺ أهمية الأمن في حديث جامع، يقول صلى الله عليه وسلم: "من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
ومنذ أن هبط آدم عليه السلام وزوجه من الجنة إلى الأرض تقمصهما توق فطري إلى الأمن، وسعي حثيث للتحرر من الخوف والشقاء، وبحث مضن عن الطريق المؤدي إلى ذلك، وقد بين الله سبحانه وتعالى هذا السبيل في قوله: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ سةi_دiB هُدَى فَمَنِ yىt٧¨؟$# هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣) ﴾ [طه: ١٢٣].
فالابتعاد عن هدى الرحمن يورث البغضاء والشك والحيرة والاضطراب، واتباع هدى الرحمن يورث الأمن والطمأنينة والتثبيت ولذا كان الأمن والإحساس بوجوده من عدمه حاله نفسية وعقليه، لأن الأمن تدخل فيه عناصر روحيه وأخلاقية، ويتأثر بالدين والثقافة والتقاليد وغيرها من العناصر التي تشكل الفرد والجماعة، ولعل من أهم المشاكل التي تؤثر في الإنسان ذهنيا ونفسيا مشكلتي الجوع والخوف، دعنا نتأمل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي انزل ذريته بواد غير ذي زرع فشعر بانتفاء الأمن في ذلك الموطن ودعا ربه:
﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ دN¨uچyJ¨V٩$# مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$# (١٢٦) ﴾ [البقرة: ١٢٦].
وقد امتن الله تعالى على قريش بان منحهم نعمتي الطعام والأمن، فقال سبحانه:
﴿ لِإِيلَافِ C·÷ƒuچè% (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا دMّٹt٧ّ٩$# (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ NكgsYtB#uنur مِنْ خَوْفٍ (٤) ﴾ [قريش: ١-٤].


الصفحة التالية
Icon