-قال تعالى: -ayah text-primary">﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴾ (الإسراء: ٤٥، ٤٦).
وقال تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ﴾ (فصلت: ٥).
ففي هذه الآيات يخبرنا الله عز وجل أن من الموانع التي منعت المشركين من إتباع القرآن والانتفاع به: الوقر والأكنة والحجاب.
والوقر: هو الثقل في الآذان المانع من السماع أو الفهم.
والأكنة: جمع كِنان وهو الغطاء الذي يستر الشيء ويغطيه ويمنع الوصول إليه.
والحجاب: هو الحائل الساتر الذي يمنعهم من تفهم القرآن(١٦).
وهؤلاء ابتدؤا فأعرضوا عن الوحي فعاقبهم الله من جنس عملهم والحجاب يمنع رؤية الحق، والأكنة تمنع فهمه، والوقر يمنع سماعه(١٧).
وسبب وجود تلك الموانع على حواسهم هو الكفر والنفاق والإعراض.
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (البقرة: ٦، ٧).
وقال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ (محمد: ١٦، ١٧).


الصفحة التالية
Icon