وصف القرآن الكريم للملائكة، يشمل ثلاثة جوانب:
صلتهم بالله عز وجل، وبالإنسان، وبسائر الكون وبيان وظائفهم في ذلك.
فهم في عبادة دائمة لله، يقول تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ (الأنبياء: ١٩، ٢٠).
وخوفهم وخشيتهم لله شديدة، يقول تعالى: ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ mدGxے‹إz ﴾ (الرعد: ١٣).
وهم يستغفرون لمن في الأرض، يقول تعالى: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾ (الشورى: ٥).
وهم ينزلون بالوحي، يقول تعالى: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ ےحnدٹ$t٦دم ﴾ (النحل: ٢).
ولهم وظائف متعددة يسجلون أفعال العباد، ويحملون العرش، ومنهم من ينفخ في الصور، ويحفظون البشر.......(٢٤).
هذا الوصف الدقيق الشامل للملائكة يفيدنا إضافة إلى الإيمان التام بهم، أنا نعلم عن الملائكة ما أخبرنا الله ورسوله ﷺ عنهم، وما سوى ذلك فهو رجم بالغيب.
ويفيدنا كذلك الشعور الدائم بمعية الملائكة، فينشط المرء في العبادة ويزداد فيها، ولذلك فإن الله عز وجل أتبع ذكر الغافلين والمستكبرين عن العبادة ذكر الملائكة وعبادتهم.
يقول تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (٢٠٥) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ (الأعراف: ٢٠٥، ٢٠٦).


الصفحة التالية
Icon