يقول الحافظ ابن حبان (تتبعت معنى هذا الحديث مدة، وعددت الطاعات فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئاً كثيراً فرجعت إلى السنن فعددت كل طاعة عدها رسول الله ﷺ من الإيمان، فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فرجعت إلى كتاب الله تعالى فقرأته بالتدبر، وعددت كل طاعة عدها الله تعالى من الإيمان فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فضممت الكتاب إلى السنن، وأسقطت المعاد، فإذا كل شيء عده الله تعالى ونبيه ﷺ من الإيمان تسع وسبعون شبعة لا تزيد عليها ولا تنقص، فعلمت أن مراد النبي ﷺ في الكتاب والسنن)(٣١).
وقد حاول عدد من العلماء غير ابن حبان حصر تلك الشعب، وعد ابن حجر طريقة ابن حبان تلك في العد أقرب الطرق إلى الصواب(٣٢).
ولسنا في هذا الموضع بصدد حصر تلك الشعب أو الأعمال، وإنما الحديث عن أعمال وأوصاف إيمانية وردت في القرآن يجب على قارئه أن يقف عندها، ويربي نفسه على التخلق بها.
ويجب على معلمي أبنائنا القرآن أن يهتموا بهذا الأمر، وأن يقفوا على تفصيل تلك الشعب ومحاولة حصرها التي قام بها عدد من العلماء؛ لكي يقرأ أبناؤنا القرآن للعمل به لا لمجرد القراءة والحفظ.
فنحن بحاجة ماسة إلى الوقوف طويلاً عند الآيات التي تكلمت عن الصدق، والصبر، والحياء، والبذل، وغيرها من الصفات الحميدة والشعب الإيمانية، وتربية أنفسنا من خلالها.
الفصل الثالث
الآثار والعلاج
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: آثار التأثر الإيماني بالقرآن لدى الفرد والمجتمع.
المبحث الثاني: آثار الضعف الإيماني لدى الفرد والمجتمع، ومظاهره وعلاجه.
المبحث الأول
آثار التأثر الإيماني بالقرآن لدى الفرد والمجتمع
التأثر الإيماني بالقرآن ليس دعوى خالية من الدليل، أو أمنيات تكذبها الحقائق، ولكنه واقع ملموس في حياة الفرد والمجتمع يجب أن يشعر به الناس ويروا أثره ويلمسوا نتائجه.